الجمعة، 5 يناير 2018

مالكوم إكس. Malcolm X



مالكوم إكس.سيرة ذاتية (Malcolm X)



                                                            الصورة من www.books4arab.com

     مالكوم إكس رجل مدهش بحق،هذا الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية لهذه الشخصية القيادية بامتياز، عاش شبابه غارقا في ممارسة كل ماهو لاأخلاقي و غير سوي من دعارة ،مجون و تعاطى المخدرات والكحول و كان مروجا لها كذلك، إقتات على بيعها و على السرقة معا ، هذا كله كان إنعكاسا لحياته المزية كونه أمريكي أسود، فحالة مالكوم لم تكن استثناءا، حاله حال السود ذلك الوقت .

كون عصابة سرقة كان قائدا لها تضمنت شقيقتين من البيض كانت إحداهما صديقة له،  إنكشف أمرهم ذات مرة بعدة عدة عمليات ناجحة ،ألقي عليه القبض وحكم بسبع سنوات سجنا. هنا يبدأ تغيير جذري في حياته أين جاءه أخوه  بدين جديد علي يد من أسماه محمد الإيجا ، نصب نفسه رسولا للإسلام، يدعو لكل ما هو محمود و يحث على الأخلاق الحسنة، غير أن المأخذ الوحيد عليه هو ادعاءه أن كل انسان أبيض فهو شيطان، يدعو للعنصرية ضد البيض أينما كانوا وأيا كانت معتقداتهم او انتماءاتهم، والمعضلة الكبرى هي ادعاءه النبوة بعد النبي الكريم محمد خاتم الأنبياء، جاءه أخوه يدعوه للكف عن أكل لحم الخنزير و تعاطي الكحول والمخدرات ، كان هذا الدين بمثابة منقذ له تشبث به و فعلا تخلص من تعاطي المخدرات في السجن بعد عناء و جهد بليغين ،إمتنع عن أكل لحوم الخنازير ما أثار دهشة السجناء.
 إنكب على مطالعة الكتب فكسب ثقافة واسعة عن تاريخ السود في أمريكا وحقيقة وصولهم إليها ،و عن طمس البيض لتاريخهم الحقيقي وعن الظلم الذي نالوه تحت سماء أمريكا من عبودية وهضم لحقوقهم لا لشيء الا لأنهم أصحاب بشرة داكنة ، كان مالكوم يرى أن الإيجا محمد هو خلاص السود من عبودية الشيطان الأبيض، و السبيل الوحيد لنيل حقوقهم المهضومة طوال السنين التي خلت ، قدسه مالكوم وأنزله منزلة قد تكون مبالغا فيها لبشر كباقي البشر .

  عند خروجه من السجن انضم لأمة الإسلام صار الرجل الثاني فيها بعد الايجا ،كان خطيبا يشعل الجماهير بحماسه وتضاعف عدد المنتسبين الى أمة الاسلام ويعود الفضل إليه في ذلك،  تزوج الأخت بيتي التي كانت هي الأخرى منظمة لأمة الإسلام ،عاش طوال تلك الفترة (12 عاما) يتبع تعاليم أمة الإسلام بحذافيرها،لكن  صورة الإيجا محمد اهتزت لديه عندما رفعت عليه سكريتتين كانتا تعملان لديه قضيتان بالزنا للإعتراف بطفليه ، فبدأ مالكوم يتساءل  لأول مرة عن حقيقة الإيجا و شعر بالخداع طوال السنوات التي مضت ، لكنه تدارك الوضع و بدأ يصوغ له المبررات  في التجمعات التي يقيمها ، فبرر للجماهير على أنه من علامات النبوة الكاملة أن يقع المرء في أخطاء كهذه .

 بعد تصريح له عن مقتل الرئيس الامريكي أن البيض يستحقون ما يقع لهم ،أبعده الايجا عن الأمة وصار ممنوعا من إلقاء الخطابات لمدة معينة ،كان هذا ما أعلن عنه غير أن السبب الخفي هو الرغبة في تصفيتة لأنه بات يشكل خطرا على بقاء الإيجا على رأس أمه الإسلام لأن مالكوم أصبح الزعيما الروحي لها، غير أنه  فهم المقصد من إبعاده  ، فبدأ ياخذ التدابير اللازمة لحمايته وحماية أهله. إستلف المال ليحج أول مرة، هناك اكتشف انه حقا كان طوال 12 سنة يعيش خدعة كبيرة باسم الإسلام وأن الإيجا استغله لمصالح شخصية بحتة ، كان يتبع إسلاما غير الذي جاء به محمد ،عنصري ضد كل أبيض، لم تختلف عنصريته عن تللك التي يمارسها البيض تجاههم .

عندما عاد الى أمريكا صار أكثر سماحة و تفهما لقضية السود في أمريكا اقتنع أن أمثل الحلول هناك هو اتباع الإسلام الحقيقي ، إنشق بإرادته عن أمة الاسلام وكون منظمة خاصة به جمعت السود من كل الطوائف .صارت تصله تهديدات كثيرة بالقتل .في أحد تجمعاته طلب من زوجته أن تصحب بناته معها ، حينما كان يلقي خطابا قتل ماكوم إكس ب 16رصاصة في مختلف أنحاء جسده .

مالكوم إكس قائد قل نضيره في أيامنا ،رجل شجاع كان مؤمنا بحق بكل فكرة تبناها طوال حياته، بقرائتي لسيرته حقيقة تفاجئت بقوة شخصيته وعزيمته التي أبداها دفاعا عن مبادئه و معتقداته وكانت حياته ثمنا لها.


لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات