الأربعاء، 3 يناير 2018

رواية ألف شمس ساطعة لخالد حسيني




ألف شمس ساطعة لخالد حسيني




ألف شمس ساطعة


ألف شمس ساطعة لخالد حسيني ،رواية بألف نجمة هي أروع رواية قرأتها  لعام 2017، لا تقل متعة عن روايته عداء الطائرة الورقية، تتابع أحداثها المشوقة لا يدع لك مجالا للتوقف عن قراءتها،يروي فيها خالد حسيني قصة امراتين خاضتا صراعا مرا ضد الحياة في أفغانستان، مريم و ليلي.
مريم فتاة صغيرة لقبت ببنت الحرام كانت ضحية لخطأ اقترفه أبوها جليل الذي كان من اشهر الناس في افغانستان ،مع خادمته نانا، خوفا من العار أبعدها وأمها نانا بعيدا عن عائلته وزوجاته فعاشت طفولتها مع والدتها في كوخ حقير،كان يداوم على زيارتها كل خميس يجلب معه الهدايا و الألعاب، تعلقت به مريم كثيرا حتى أكثر من والدتها التي كانت تظهر لها القسوة وسخطها تجاه تعلقها بأبيها،ذات مرة وبعد إلحاح طويل وعدها جليل باصطحابها الى السينما في عيد مولدها، رغم أن نانا كانت تحشو برأس مريم أنه لا يحبها ولا يريدها إنما يريد التكفير عن ذنبه من خلال الإهتمام بها إلا انها أصرت على الايمان بحب جليل لها ، هددت نانا مريم انها ستموت ان تركتها، لكن مريم انتظرت والدها ذلك اليوم بفارغ الصبر لكنه حقق ادعاء نانا حوله، لم تستسلم مريم وذهبت بنفسها بحثا عنه وعن منزله الفخم الذي لم تزره من قبل، ولكن المفاجأة هي أنه لم يرغب في مقابلتها ولا حتى ادخالها لبيته ، أمر سائقه ان يخبرها انه غير موجود غير ان مريم اكتشفت كذبته واستسلمت للسائق الذي اقلها إلى كوخهاالحقير ، أين وجدت نانا معلقة الى حبل في شجرة قرب كوخها ،عندها ندمت مريم ندما شديدا ﻷنها تركت والدتها ولم تهتم لمشاعرها ،بعد انتحار نانا كان لزاما على جليل ان يصحب مريم لبيته، هناك ينتظرها مستقبل مظلم حيث قررت زوجاته تزويجها والخلاص منها ومن العار الذي سيلحق أسرتهم ان بقيت بينهم ، زوجوها لرشيد رجل أربعيني خشن الملامح و الطباع ، ودون شك لم تكن مريم موافقة على هذه الزيجه ،لم تشأ أن تودع جليل حين رافقهما الى محطة القطار ولا حتى النظر الى وجهه، كانت تلومه على اخلافه لوعده وعلى تزويجها أو بالأحرى الخلاص منها بهذه الطريقة، في قرارة نفسها قررت قطع علاقتها به نهائيا بمجرد مغادرتها المحطة.
 كانت علاقتها في بادئ الأمر برشيد عادية صحيح أنها لم تألف العيش معه، لكنها تعايشت مع أوضاعها الجديدة، كان يصطحبها للتنزه  في أرجاء المدينة، فكانت تتعجب من ملابس النساء وتصرفاتهن الجريئة في شوارع تلك المدينة في أفغانستان، بينما ألزمها زوجها ارتداء البرقع،عندما علم بحملها ابتهج كثيرا وانتظر بفارغ الصبر قدوم ابنه خلفا لابنه الذي فقده غرقا قبل زواجه بمريم، ذات يوم ذهبت للحمام وهناك كانت نقطة مفصلية اخرى خيرت مجرى حياتها ، فقدت جنينها هناك وبعد تلك الحادثة تغيرت معاملة رشيد لها كثيرا وصار يحتقرها ولا يحادثها ،فغدت مجرد خادمة له ، وهذا طبعا بعد علمه باستحالة إنجابها بعد محاولات كثيرة فاشلة.
 يبدأ الكاتب في سرد حياة ليلى التي تصغر مريم بسنوات حوالى 10سنوات، كانت تعيش مع والدتها المتعلقة بابنيها تعلقا شديدا بعدما فقدتهما في الجهاد ضد السوفيات ووالدها الذي كان يحثها على الدراسة وايجاد منصب مرموق قبل التفكير في الزواج وتكوين أسرة، وطارق رفيق ليلى منذ الصغر ،تشاركا كل شيء تقريبا كانا لا يفترقان الا أوقات النوم، فقد احدى  ساقيه منذ الصغر إلا أنه  كان شجاعا يدافع عنها ضد تصرفات الأولاد الطائشة.عند بلوغهما 16  (كان يكبرها بحوالى السنتين) بدأت تنتشر حولهما الشائعات بخصوص علاقتهما، قررت عائلة طارق مغادرة أفغانستان نحو باكستان بسبب استحالة العيش هناك بعد حرب السوفييت ضد أفغانستان ،كانت عائلة ليلى لتأخذ نفس السبيل لولا أن والدتها كانت لاتزال عالقة في اكتئابها بعد استشهاد ولديها ،عرض طارق الزواج على ليلى لكنها رفضت، لم تشأ أن تحطم أحلام والدها و لا تحطيم قلبه لأنه كان متعلقا بها كثيرا عكس والدتها ، وعدها طارق في العودة مجددا للبحث عنها ، فسافر وبعد مدة وجيزة 19 يوما قررت عائلة ليلى السفر كذلك ، استعادت حينها ليلى حيويتها على أمل ان يلتقيا مجددا، عندما همت العائلة بالرحيل تعرضوا لهجوم صاروخي حطم بيتهم وفقدت والديها ، غير أن ليلى أصيبت بإصابات خفيفة وكان الفضل لرشيد في ايجادها وايواءها في بيته .
 أحست مريم بغرابة في تعامل رشيد مع ليلى وما عزز شكوكها هو طلبه للزواج بليلى، أقنعها أنه لا معيل لها وافقت مريم على مضض، أما ليلى فعند زيارة أحدهم الى بيت رشيد بحثا عنها لإخبارها أن طارق قد توفي  فقد فقدت كل أمل في الإلتقاء به أو حتى انتظاره قبلت هي الأخرى زواجها من رشيد، لأنها أصبحت وحيدة وتخلت عن حلم دراستها فلم يعد له أهمية الآن، بما أنها كانت تصغر مريم بسنوات و بهية الطلعة مقارنة بها فقد كانت تحضى بدلال واهتمام رشيد ما أشعل غيرة مريم .عندما أنجبت ليلى عزيزة تغيرت تصرفات رشيد نحوها رأسا على عقب لأنه كان ينتظر ذكرا فأصبحتا تتلقيان نفس المعاملة وكانتا تتشاركان الأعمال المنزلية ،كما أن رشيد لم يشعر عزيزة بعاطفته كأب نحوها، كل تلك العوامل قاربت من مريم وليلى فأصبحتا كصديقتين ،تعلقت عزيزة بمريم كثيرا فأحبتها مريم واعتنت بها خاصة بتشاركهما نفس اللقب ابنة حرام بعدما علمت من ليلى انها ابنة طارق.
 حملت ليلى مجددا، كان ذكرا هذه المرة واسموه زلماي كان لا يفارق والده ،سر رشيد به كثيرا غير أن معاملته نحوهم لم تتغير بل أصبح أكثر قسوة. في تلك الفترة كانت طالبان تسيطر على أفغانستان، كانت عائلة رشيد كمعظم العائلات يدفنون التلفاز في حفرة خوفا من زيارة مفاجئة لطالبان كان محرما مشاهدة التلفاز أوتجول المرأة دون محرم .حل فقر شديد بالعائلة فقرروا ترك عزيزة في ميتم وزيارتها من وقت لآخر لتحصل على الأقل على طعام يسد جوع فرد منهم،كانت تعاني ليلى للوصول الى ابنتها خاصة اذا رفض رشيد مرافقتها متحججا بعمله،  وبفعل إساءته المستمرة لهما وضربهما بقسوة قررت مريم وليلى الهرب من المنزل ومغادرة أفغانستان كلية، لكن خطتهما باءت بالفشل بسبب طالبان و أرجعتا للمنزل بصحبة رشيد ،سجنهما لمدة في غرفة مظلمة ولقيتا أشد انواع الضرب .
ذات يوم وعند وصول مريم وليلى وزلماي للبيت  بعد زيارة عزيزة لمحت ليلى طارق قبالة بيتهم، فتعرفت عليه أدخلوه للمنزل تحدثا مطولا وكان زلماي يراقب حوارهما، وعندها اكتشفت ليلى خداع رشيد لها  بارسال ذلك الرجل لإخبارها ان طارق قد توفي ، عند عودة رشيد للبيت علم من زلماي بزيارة طارق  لمنزله،  وبدأ يساوره شكه مجددا حول علاقتهما و دار بينهما حوار عنيف حول والد عزيزة الحقيقى وأنه كان دوما على يقين أن طارق هو والدها لأنها لاتششبه ، انهال عليها بحزامه وعزم على خنقها غير أن مريم تدخلت في اللحظة الاخيرة وأردته قتيلا بمجرفة بعدة ضربات متتالية .
  سجنت مريم بتهمة القتل ونفذ فيها القصاص على مرأى من جمع غفير من الأفغانيين ، أما ليلى فتزوجت طارق وعاشا بعيدا ،استلما مهمة الاعتناء بنفس الميتم الذي كانت عزيزة ترتاده.


لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات