الثلاثاء، 9 يناير 2018

غربة الياسمين لخولة حمدي

رواية غربة الياسمين 



غربة الياسمين لخولة حمدي




    رواية لخولة حمدي التونسية الأصل ،تدور أحداثها حول ياسمين فتاة تونسية هي الأخرى، تهاجر لفرنسا لإتمام رسالة الدكتوراة في علم الاجتماع لمناقشة أسباب انتحار الموظفين في أماكن العمل، لم تعجبني بقدر روايتها "في قلبي أنثى عبرية" ،وجدتها غير متماسكة ولم تنتهي الى سبيل واحد، عالجت كثير القضايا لكن نسقها لم يكن موحدا ،لكنها واقعية لحدما.

ياسمين بنظري لا يلائمها دور البطولة بقدر ما يلائم رنيم، الفتاة المتحررة قوية الشخصية التي تركت بصمتها جلية، بينما ياسمين وجدتها فتاة ساذجة مترددة، لكن متمسكة بمبادئها . رنيم فتاة مصرية تعايشت مع المجتمع الفرنسي وصارت فردا، منهم كانت تزاول دراستها و امتهنت المحاماة هناك ،كانت الفتاة المدللة الوحيدة لعائلتها المرفهة. ميشيل روسو زميلها الذي كانت متميمة به تبرعت له بكليتها بيد أنه لم يبادلها نفس الشعور في بادىء الأمر فانصدمت من هذة الحقيقة .

 انتقلت للعيش في شقة باريسية واسعة الأمر الذي اضطرها لايجار إحدى غرفها فكانت ياسمين تلك الفتاة التي شاركتها شقتها وحياتها معا،  أما ياسمين فمن عائلة مفككة انفصل والداها عندما كانت طفلة، عادت أمها لتونس بعد طلاقها؛ هجرت فرنسا حرصا  على تربية ابنتها تربية إسلامية  محافظة  عكس ما هو نمط معيشة الفرنسيين، بينما والدها عبد القادر انصهر مع المجتمع الفرنسي مغيرا حتى اسمه ليصبح "سامي كلود" على كنية زوجته الجديدة ،التي انجبت له سارا و ريان. لم يكن يتدخل في تربيتهما بقدر ما تفعل زوجته فكان هذا مصدر خلاف دائم بينهما .
والد ياسمين دكتور لامع كثير السفر لأغراض مهنية ،وكان بعده عن الجو العائلي سببا رئيسيا في عدم التوافق الذي بينه وبين زوجته ، ما أدى بها الى محاولة الانتحار بعدما وصلا لنقطة اللا عودة بسبب مرافقته لفتاة روسية جذابة في عمر ابنته بدلا .أما علاقة ياسمين وعائلة والدها فاتسمت بالهدوء و التقارب نوعا ما.

 كانت ترتاد دورة للحاسب وفي طريقها كانت تستقل المترو ، تشغل نفسها بمطالعة الكتب أثناء تلك الرحلة القصيرة التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر خاصة عندما تلتقي بعمر لمناقشة تلك الكتب ، لم تتعرف على اسمه ولا سنه ولا عمله ،كان ذاك الشاب الذي تستمتع بمحاورة عقله وكفى واستحياءا منه هو الآخر لم يستفسر عن أية معلومة شخصية عنها.عندما انتقلت للعمل في باريس انقطعت عن تلك الفسحة الفكرية مع عمر، افتقدها هو كذلك لكن ما باليد حيلة.

عمر دكتور في الكيمياء، يتشارك المختبر مع زميلته كارولين الفتاة الشقراء  التي كانت كثيرا ما تستدرجه، لكنه كان عفيفا يتجنبها كل مرة .حدث انفجار أثناء قيامه بتجاربه الكيمياءية ما أدى لقتل ثمانية من زملائه في العمل ، وسبب له جروحا وحروقا من الدرجة الثالثة والرابعة وجعل منه إرهابيا يهدد أمن فرنسا ،فصارت قضيته قضية رأي عام .

كانت رنيم هي من دافع  عن عمر  في أروقة المحاكم، لم يعحبه مظهرها عند لقائهما الأول حالما علم أنها مسلمة مثله كونها غير متحفظة في لباسها لكنه كان يحسن معاملتها ،فصارت تعجب بأخلاقه و أدبه معها، تعلقت به وتجاوزت أزمة ميشيل ،حتى أنها رفضت طلبه للزواج ؛ فلم تعد تلك الفتاة الحالمة التي تنظر فارس الأحلام ذو العيون الزرقاء والعضلات المفتولة ،نضجت خلال فترة بعدها عنه فصارت أكثر قوة ،صلابة و عقلانية.

ياسمين أعلمت رنيم عن شخص كانت تكن له الاعجاب تلتقي به في المترو ،وكان هذا في بداية تعارفهما  لكن كليهما لم يعرفا انهما معجبتان بنفس الشخص ،في إحدى المرات رنيم طلبت من ياسمين أن تنتقي لها مجموعة من الكتب لتعطيها لعمر كي يشغل يخفف من وطئة السجن ،سر عمر لذلك جدا وأخبرها أن ذوقها في الكتب ذكره بفتاة المترو ، صعقت لسماع ذلك وأخفت عنه وعن ياسمين انها حلقة وصل بينهما، لكن ياسمين بمحض الصدفة تكتشف هويته، لكنها ربما تقرر نسيانه وبناء حياة جديدة ،أما عمر فيحكم عليه ب 20 سنة سجنا لكن رنيم عقدت العزم على استئناف القضية بعدما علمت بتواطؤ زملاءه في توريطه بتلك الحادثة؛ كانت كارولين هي المنفذ لها حيث أضافت مواد كيميائية تسبب الانفجار واستغلت قربها من عمر لتفيذ خطتها .

ياسمين لم تستطع استصاغة تحامل المجتمع الفرنسي عليها وعلى حجابها نعتت بالارهابية و المتخلفة ، وغير ذلك من الاتهامات التي هزت قوة شخصيتها ،وصعوبة تأقلمها مع المجتمع الغربي،كانت نهاية الرواية مفتوحة، عالجت قضية الاسلام فوبيا ربما ،والنظرة للعرب والمسلمين كإرهاب و متخلفين في المجتمعات الأوروبية .

  

لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات