أنا كارنينا، لليو تولستوي، رواية تراجيدية من الأدب الروسي ، صدرت في القرن التاسع عشر، رواية عن الحب والرذيلة ، و الكراهية ، والإنتقام ، وعن القيود الإجتماعية وغيرها، استلهمت منها حوالي 15 فيلما سينمائيا لجمالية تصوير تولستوي.
أنا كارنينا زوجة كارنين الذي يشغل منصب وزير في الحكومة الروسية، بارعة الجمال تسلب الألباب لحسنها ولحلاوة كلامها، تلتقي مصادفة بفرونسكي ضابط في الجيش يتبادلان نظرات الإعجاب فلقاء، فعشق نغص عليهما حياتهما للأبد.
كارنين الرجل المسالم كما قالت كارنينا فلقد كرهته لمآثره ومناقبه لا لشيء آخر ، فكان رجلا يحترم زواجه والرابطة الدينية التي تجمعهما، يتمتع بشخصية طيبة، متفهمة قل نظيرها، لكنها نبذته لكل تلك القيم المثالية التي يتمتع بها .
رغم أن كارنينا داست كرامته دون أن تشعر بالخزي و الندم لفعلتها إلا أن كارنين قرينها اتسم بالرزانة و الإنسانية إلى أبعد حد، فتمادت في خيانتها فوصل بها الحد للإلتقاء بعشيقها في منزل الزوجية ، وأنجبت منه مولودة.
استمتع العشيقان بحياتهما بداية ، فصاغا لنفسيهما الحجج والتبريرات باسم الحب ، فأحب فرونسكي جمالها الفريد ، وشغفها حبا لرجولته ووسامته التي لا تقاوم رغم أنه يصغرها سنا إلا أنهما استسلما لعواطفهما ، ضاربين بعرض الحائط كل القيم الإجتماعية والدينية وحجم الخسائر التي قد يتكبدانها في المستقبل.
لكن عاطفة الأمومة وقفت حائلا بينها وبين سعادتها مع فرونسكي، لأنها بافتراقها عن كارنين تتخلى عن ابنها ، فقدت بذلك مركزها الإجتماعي وعائلتها و ووفاء رجل أحبها رغم فضاعة فعلتها، والأمر سيان بالنسبة لفرونسكي، الذي بدأت صورته الإجتماعية تبهت رويدا رويدا، فأحسن بالحنق تجاه وضعه و اتجاه غيرة كارنينا التي ما لبثت تسلبه راحته وسعادته بشكوكها و مشاكلها التي لا تنتهي.
ينأى فرونسكي بنفسه عنها، بعدما استحال بينهما الهناء والتمتع بذلك الحب مجددا، عندها تشعر كارنينا بالخداع و حجم الخسارة التي لحقتها ولحقت عائلتها، فلا زوج يستقبلها ويغفر فعلتها ولا ابن ينسيها حضنه خيانة فرونسكي و هروبه منها، ولا علاقات إجتماعة تعيد إليها بريق حياتها، ولا حتى ضمير مرتاح يعفيها من التفكير فيما ينتظر مستقبلها القاتم، فتقرر كارنينا الإنتقام من عشيقها الذي غادرها بحثا عن حب جديد، وياله من انتقام .......
كل تلك الأسئلة وأخرى اجتاحت تفكيري بعد اتمام قراءة أنا كارنينا...فلم أجد لمعظمها إجابات منطقية !
تردد اسم هذه الرواية في كثير من الكتب التي قرأتها و آخرها كتاب الرجل الذي حسب زوجته قبعة ، و آخر بعنوان سنة القراءة الخطرة، لم أكن قد سمعت عنها من قبل، فلم أتردد في قراءتها شدتي أحداثها كثيرا كنت في كل مرة أحاول توقع ما ستؤول إليه الأحداث لكنني لم أنجح، الرواية تمتلك جمالية فريدة ، وكأنك تعاين أحداثها ، ما شد انتباهي هو طريقة السرد التي اتبعها تولستوي وحيادته في الطرح ، فلم يعطي أي شخصية كل الحق ولم يبرر لأي مذنب ذنبه ، ترك للقارئ خيار الحكم ولم يفرض عليه وجهة نظره ولا زاوية تلقيه للأحداث، أما الترجمة فكانت جيدة لحد ما .