القراءة المثمرة للدكتور عبد الكريم بكار
القراءة المثمرة، للدكتور عبد الكريم بكار من 132صفحة، كان القصد من الكتاب هو التشجيع على القراءة الفعالة التي يحصد من خلالها القارئ فوائد جمة، وتدفعه إلى الإقبال على الكتب بصفة دائمة دون كلل أو ملل. بين الظروف الحياتية التي تدفع كل واحد منا للقراءة فمنا من يبحث عن معلومة ما، وآخر يطمع لتوسيع قاعدة الفهم لديه، أو لملأ فراغه ،أو ربما يقرأ المرء ليحقق متعة روحية أو عقلية أو بكل بساطة حبا في المعرفة ، من خلال هذا الكتاب اكتشفت أن معظم قراءاتي في كانت بحثا عن متعة روحية بالدرجة الأولى.
حث القارئ على تحديد الهدف الذي يقرأ لأجله، وأشار أن أفضل قارئ هو من يقرأ بهدف توسيع قاعدة الفهم لديه،لأنه بذلك يبذل جهدا فيتطور تفكيره تدريجيا . وضح الكاتب أنواع القراءة فمنها الإستكشافية التي يستشف من خلالها القارئ نوع الكتاب الذي هو بصدد قرائته، ففعليه مثلا أن يقرأ مقدمة الكتاب لتتبين له ملائمة محتوى الكتاب مع ما يبحث عنه من عدمه، وقراءة الفهرس تساعده في تصور المخطط الكلي للكتاب ، كما أن الإطلاع على فهرس المراجع والمصادر التي استند إليها الكاتب في بحثه تعزز من ثقة القارئ بالمادة المقروءة، يدرج بعض المؤلفيين تلخيصات آخر كل فصل فلا ضير في الإطلاع عليها لأخذ فكرة عامة عن فحوى الكتاب ومدى مناسبته للهدف المسطر من قبل القارئ لتوجهه لذلك الكتاب دون غيره.
عرج الكاتب إلي ذكر النوع الثاني القراءة السريعة و بعض المهارات التي تساعد القارئ على زيادة سرعة استيعابه، فمثلا أبسط خطوة يقوم بها هي تمرير الأصبع تحت السطر ويتابع القارئ هذا التمرير مع زيادة سرعة حركة الأصبع كل مرة فقد تزيد من سرعة قراءته نحو ثلاثة أضعاف، وآخر أنواع القراءة هي الإنتقائية والتحليلية والمحورية فشرح كل واحدة على حدى.
تحدث الكاتب على بعض السمات البارزة للقارئ الجيد ومنها القراءة المستمرة والمثابرة عليها ،فالصبر من أكثر الصفات التي يجب على القارئ الإيجابي التحلي بها ليصل إلى مبتغاه. كما بين أهم النقاط التي يستند عليها القارئ في نقده للكتاب بموضوعية .
ملاحظة شدتني هي قوله أن المرء عندما يعجب بكتاب فيعيد قرائته مرة أخرى بعد مدة طويلة فلا يجد فيه من المتعة والفائدة ما وجده عند قرائته الأولى فهذا يعني أن مستوى فهم القارئ قد ارتقى بعد قرائته لذلك الكتاب أو غيره، كما أن تلخيص الكتاب أو أهم ماجاء فيه بأسلوبك خطوة جيدة لتحديد درجة فهمك للكتاب . كتاب مفيد بشكل عام ومشجع على القراءة والمداومة عليها.
أسلوب الكاتب جد بسيط في بسط و توضيح فكرته، ينتقل بسلاسة بين كل فكرة وأخرى بعيد عن الركاكة و الحشو، أنصح كل المهتمين بتطوير مهاراتهم القرائية بقراءته لزيادة الوعي حول أهمية القراءة المثمرة، خاصة القراء المبتدئين.
من أهم الإقتباسات التي جاءت في الكتاب:
"إن اعتقاد المسلم، أنه مادام يقرأ شيئا نافعا ، فهو في عبادة من أعظم العبادات، ينبغي أن يدفعه بقوة إلي إمتلاك روح الدأب ، وأن يفجر في نفسه ولعا بالقراءة والإطلاع. وأعتقد أن غياب هذا الشعور كان ذا أثر كبير في عزوف كثير من الناس عن اصطحاب الكتاب ومعاناة قراءته.
عبد الكريم بكار كاتب يختص في مجالات التربية والفكر الإسلامي، ولد سنة 1951م، حاصل على شهادة بكالوريوس اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1973م، كما نال شهادة الماجستير في أصول اللغة سنة 1975م ، أما درجة الدكتوراه سنة 1979 وكان عنوان رسالته "الأصوات واللغات في قراءة الكسائي".
ونال لقب" الأستاذ المثالي "عام 1995م على مستوى كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بجامعة الملك خالد، كما له عدة مؤلفات منها:
وجهتي في الحياة، طفل يقرأ، مشكلات الأطفال، المراهق (كيف نفهمه وكيف نوجهه)، تكوين المفكر، تأسيس عقلية المفكر، تجديد الخطاب الإسلامي بجزئيه ، خطوة نحو التفكير القويم، فصول في التفكير الموضوعي، من أجل شباب جديد، مقدمة للنهوض بالعمل الدعوي، العيش في الزمان الصعب، رؤى ثقافية، تشكيل عقلية إسلامية معاصرة، هي هكذا، بناء الأجيال ، دليل التربية الأسرية وغيرها من المؤلفات القيمة التي أثرى بها المكتبة العربية.
كما كانت له أكثر مقالة علمية و مقالة رأي في عدة ثحف عربية منها : موقع الإسلام اليوم ، مجلة البيان و مجلة الإسلام اليوم والمجلة العربية بالرياض.