الاثنين، 8 يناير 2018

لا تخبري ماما لتوني ماغواير . Don't tell mom, by Toni Maguire


رواية لا تخبري ماما لتوني ماغواير

Don't tell mom by Toni Maguire



لا تخبري ماما لتوني ماغواير.don't tell mom


  


لا تخبري ماما، قصة واقعية تسردها انطوانيت التي غدت كاتبة بارعة بعد نشرها لسيرتها الشخثية، ويالقوة شخصيتها وشجاعتها للوقوف مجددا ومشاركة معاناتها في الصغر.

 توني أو انطوانيت الكاتبة البريطانية كانت ضحية للاعتداء الجنسي من طرف والدها وغدر والدتها بالتستر على فعلته وعدم مساندتها والذي اعتبرته أكثر شناعة فعل الأب. والدة توني من عائلة انجليزية، أما والدها فمن إيرلندا الشمالية الشيء الذي خلق فارقا في المستوى الإجتماعي بينهما، فالإنجليز لحد الساعة يترفعون عن سكان إيرلندا ويعتبرون أنفسهم أعلى مكانة منهم، لكن حصل العكس تماما فتعلق والدة انطوانيت بزوجها ينم عن احتقار للنفس ولأنها تكبره بخمس سنوات فهذا ما يفسر نوعا ما تعلقها الشديد والخوف من خسارته كونه من أوسم الرجال الإيرلنديين والأكثر شجاعة رغم علو كعب مكانتها الإجتماعية مقارنة به.
أنطوانيت فتاة حيوية تعشق الإعتناء  بالحيوانات ،قراءة الكتب ،وأحاديث جدتها التي تعلقت بيها بعد والدتها التي لم تبادلها نفس  الشعور،تعرضت توني للإعتداء الجنسي طوال 7سنوات منذ كانت بعمر السادسة ،في باديء الأمر هرعت لإخبار والدتها  لكنها لم تبدي أية ردة فعل غير نهرها عما تقول، أجبرها والدها على التكتم وتهديدها برفض عائلتها لها والعداء تجاهها بعد إنتشار الفضيحة، لأنها ستكون الملام الوحيد دون والدها، فخضعت توني لتهديداته واستسلمت لتجاوزاته اللاأخلاقية.



بعمر ال13 حملت وتعرضت للإجهاض ما سبب لها مشاكل صحية كادت تودي بحياتها، رغم تكتم العائلة على الخبر إلا أنه انتشر كإنتشار النار في الهشيم في البلدة التي كانت تقيم فيها، وهنا بدأت معاناة جديدة في حياة انطوانيت؛ وجهت إليها أصابع الاتهام بدل والدها وصدقت نبوءته، تنكرت لها والدتها كل العائلة حتى جدتها التي كانت بمثابة الصديقة الوحيدة لتوني، بعد ولوج والدها للسجن، أرغمت لذلك اﻷم لمغادرة مكان إقامتهما ، اعتقدت توني أنها ستنعم بحياة هادئة وسعيدة دون ذلك المتوحش الذي سرق منها طفولتها غير أن والدتها أشعرتها دوما أنها سبب تعاستها ولم تواسيها قط في محنتها.



اضطرت  الفتاة  للتخلي عن حلم الجامعة والتوجه للعمل كجليسة أطفال، لكن آثار الفضيحة بقت تنكد عليها حياتها، فطردت من عملها  عدة مرات. يعود والدها بعد إنقضاء مدة سجنه ليعيش بينهم وتستمر معاناتها مع لامبالاة الوالدة مرة أخرى. حاولت الإنتحار للتخلص من الشعور بالذنب و الفراغ الذي عاشته ،وتوجهت لمقارعة الكحول كوسيلة للهروب من آلامها، فيكون مصيرها قضاء 3 سنوات في مركز للطب النفسي .تصاب والدتها بمرض السلطان فلم يكلف زوجها عناء التنقل لوداعها قبل الوفاة .



 حكاية أنطوانيت حكاية مزرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، تكتم والدتها على جرم الزوج ولامبالاتها لمعاناة طفلتها أمر في رأيي أكثر شناعة من غريزة ذلك الوحش الإنساني ، أنانيتها غير الطبيعية مع فلذة كبدها في سبيل إرضاء زوجها أمر شاذ  لا يتلائم مع غريزة الأمومة التي فطرها الله في المرأة. جل ما كانت احتياجات انطوانيت هو الإهتمام و تأكيد محبة المحيطين بها انتظرت لسنوات ذلك الحب من والدتها وحدها غير أنها أصرت على تجاهل طفلتها ، والملفت للنظر أنه رغم صغر سن توني إلا أنها تحملت وحدها نقمة المجتمع أعتبرت المدانة الوحيدة حتى المجتمع الأوروبي آنذاك مجتمع جاهل قبائلي ظلمها فقط لأنها امرأة .رغم أنها استسلمت لفكرة الإنتحار إلا أن  شخصية توني بدت لي قوية صلبة تجاوزت محنا يعجز البالغ على التعايش معها مثلما فعلت هي، عكس والدتها الإنهزامية والغير المسؤولة ،كانت لتتغير حياة توني كلية لو أنها تجاوبت مع آلام  وتوسلات طفلتها .كما أن أسلوب الكاتبة  في سرد الأحداث بعيد الإبتذال رغم حساسية الموضوع.


تركوا بابا يعود  ( When dad comes to home ) هو عنوان الجزء الثاني من الرواية والذي تكمل فيه أحداث معاناتاها التي لم تستطع القضاء على قوة روحها وإيمانها بالحياة، فبدلا من ذلك اكتسبت شهرة واسعة في كتابة السير الذاتية.










لديك سؤال؟ دعنا نساعدك بالاتصال بنا عبر صفحة خدمات